ما حقيقة المخذرات و انفلوانزا الخنازير ؟ هل بعض الأمراض صنعت صنعا ؟ أن استهلاك المخدرات يتتنامى ويزداد بشكل كبير بالرغم من الإجرأت الأمنية والقانونية المخصصة لمحاربة هذه الآفة. وبالتوازي ترتفع نسبة الوفيات بسبب تعاطي وإدمان المخدرات لاسيما في الدول النامية حيث تقل إمكانيات العلاج والوقاية .لكن كمية الإنتاج لم تتناقص لا في المغرب، ولا في اليمن ولا في كولومبيا ولا في أفغانستان صحيح أن بعض دول العالم تعلن في بعض المرات عن حملات لمصادرة المخدرات وملاحقة منتجيها وموزعيها إلا أنها في الحقيقة تبقى مجرد ذر الرماد في العيون لمغالطة الإعلام والرأي العام . فالمخدرات تعتبر من بين بضائع التجارة العالمية التي يتحكم فيها الرأسمال العالمي ويحميها , وهي تذر ربحا كبيرا على هذا الرأسمال ربحا مباشرا وآخر غير مباشر يتجلى بالخصوص في الأدوية المعالجة للأمراض الناتجة عن تعاطي المخدرات.فلقد أصبح الدواء منتوجا مربحا يذر على الرأسمال العالمي أرباحا طائلة تتضاعف كل سنة . فأدوية علاج آثار تعاطي المخدرات منتوجات للشركات العملاقة الأمريكية والأوربية. يزداد إنتاجها ورواجها في العالم رغم اسعارها المرتفعة , فبعض الأمراض صنعت صنعا حتى تزيد هذه الشركات إنتاجها وتوزيعها وأرباحها . فمرض السيدا - كما كشفت الكثير من التقارير والدراسات هو مرض أنتجه الإنسان مخبريا , مرض خرج من المختبرات. وأخيرا وليس آخرا ما يتم ترويجه حاليا عن وباء القرن: انفلوانزا الخنازير. تخويف الرأي العام من خطورته المحدقة بالنوع البشري خطورة غير مؤكدة أصلا فمنظمة الصحة العالمية انخرطت هي أيضا في إرهاب وتخويف الناس عبر العالم من خطورة هذا المرض , وحثهم على استعمال دواء تامفلو المخصص أصلا لأنفلوانزا الطيور . أرهبوا العالم على أن فصل الشتاء القادم ستعرف نسبة الوفيات ارتفاعا كبيرا, وأنه سيكون فصلا رهيبا. وكأن النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لم يعرف فصل الشتاء عندما كان النصف الشمالي يعيش فصل الصيف. ومع ذلك فالنسبة الأكبر من الوفيات كانت في الشمال. أكثر من نصف عام توفي عشرة آلآف أو أقل بينما الإنفلوانزا الموسمية تخلف سنويا مئات الآلآف من الضحايا. لقد عرف دواء تامفلو رواجا كبيرا وقد غنمت الشركة المنتجة له أرباحا طائلة, شركة سويسرية ظاهريا ولكنها أمريكية أصلا, ونسبة مهمة من الأرباح تذهب إلى شركة أمريكية كان في مجلس إدارتها مثلا رونالد رامسفيلد قبل أن يعين وزيرا للدفاع في ولاية بوش الأولى. هذه الشركة وبإشراف منظمة الصحة العالمية احتكرت سوق هذا الدواء. فمثلا منعت شركة هندية من توزيع وترويج دواء لنفس المرض مثل تامفلو أنتجته بسعر منخفض وفي متناول الجميع في العالم. أما الدواء الجديد الذي تم مؤخرا ترويجه أو إن صح التعبير تجريبه على الناس لمكافحة انفلوانزا الخنازير فهو حتى الآن يبقى دواء تجريبي ودون ضمانة علمية. رغم ذلك يروج بشكل مكثف وبإشراف منظمة الصحة العالمية التي من المفترض أن تكون إلى جانب الشعوب والصحة العالمية العامة وليس إلى جانب هذه الشركات الرأسمالية المتوحشة التي لا تسعى إلا الى الربح والربح ثم الربح وكما أن الشركات التي تتعامل في إنتاج وترويج المخدرات لها علاقات وروابط وثيقة مع أعلى المستويات السياسية والإقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا ; فإن شركات السلاح و الأدوية لها أيضا علاقاتها وروابطها بهذه المستويات السياسية والإقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا. بينما ملايين من البشر يموتون بسبب المخدرات وانتشار الأسلحة واحتكار الأدوية ومنعها عن الفقراء .